تعليم

بالألوان .. “شهب” تهزم الاعاقة بامكانات محدودة يقابلها “خذلان” حكومي

الحياة حرمتها حرية الحركة والنطق وبين صعوبة الاولى وضنك العيش أينعت أنامل فتاة واسطية لتلون جدران الاعاقة وتحيلها لوحات جميلة، ولم يقف العوق لشهب محسن عائقاً أمام طموحاتها الفنية وتطوير موهبة الرسم لديها، لمواصلة مثابرتها حتى باتت بارعة تتخيل مستقبلها بين تعدد الألوان برغم انعدام الدعم وكساد السوق.

فشهب البالغة من العمر 16 ربيعاً والتي تنتمي الى أسرة بالكاد تحصل على قوتها اليومي استثمرت دعم هذه الأسرة التي وفرت لها ما يمكن توفيره حتى تنتصر على حالة العوق الولادي، من خلال اقامتها للعديد من المعارض الفنية الخاصة والمشاركات الأخرى التي كانت تأمل في أن تجد من خلالها سوقاً لبيع لوحاتها وسد مصاريف الزيت والقماش على أقل تقدير.

الألوان تهزم الاعاقة

وتقول شهب في حديث الى (المدى برس)، إن “الرسم هو نعمة من الله عوضتني عما فقدته منذ الولادة وهو الحركة والسير والنطق بطلاقة مثل الآخرين لشلل الأطراف السفلي لي الذي جعلني جليسة المنزل والأسرة”، مبينة أن “الارادة والتصميم هما ما مكناها من التغلب على تلك الاعاقة وتطوير موهبتها بالرسم، بدعم من اسرتها التي وفرت مستلزمات ذلك”.

شهب، تمكنت من المشاركة في عدة معارض وبلوحات متميزة من خلال بعض الأصدقاء والمعارف، وفرت لها القوة للمضي بهذه الموهبة والحرص على الإلمام بها من خلال ملاحظات الآخرين لاسيما الفنانين الكبار الذين زاروا معارضها، على الرغم من عدم ايجاد سوق لتلك اللوحات وضعف الطلب عليها، والتي غالبا ما تركز على الجوانب التراثية والفلكلورية لمحافظة واسط بشكل خاص والعراق بشكل عام، لتنتج لوحات غاية بالجمال باستخدام الزيت مع القماش”، مشيدة بوالدها “باعتباره أول الداعمين حيث كان همه الأول توفير كل احتياجات الرسم برغم الظروف المادية الصعبة للأسرة”.

الاحتياجات الخاصة .. مواهب دفنها “الاهمال” الحكومي

اما والد شهب محسن حسين فيقول إن “ابنته استطاعت أن تتفوق بموهبة الرسم”، مؤكدا أنها “ستصبح يوما ذات شأن عظيم لمواضبتها على متابعة كل ما يتعلق بفن الرسم من خلال مختلف وسائل الإعلام والمعارض الفنية، حيث تسعى للحصول على معلومات أكاديمية حول استخدام الألوان وتداخلها وكيفية تجسيد الأفكار بلوحات ناطقة”.

وينتقد حسين ، المؤسسات الحكومية التي يفترض أن تدعم شريحة المعاقين وتوفر احتياجاتهم، مبينا أن “تلك المؤسسات لم تقدم شيئا يذكر لشهب أو غيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يمتلكون مختلف المواهب، كتلك التي تبرع بها ابنته مجسدة فنها على القماش والزجاج والخشب وغير ذلك من الاعمال واللوحات الفنية التي تتقنها”.

دعوات لدعم “النماذج المميزة”

من جانبه يعد الفنان والناشط المدني جلال الشاطي، الشابة شهب محسن “إنموذجاً مميزاً” للفتاة العراقية التي تتحدى الظروف وتستطيع التغلب عليها.

ويقول الشاطي في حديث الى (المدى برس)، إن “شهب هي فنانة مميزة ومثابرة استطاعت التغلب على عوقها ومواجهة الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي تحيط بها”.

ويرى الشاطي، أن من الضروري “اقامة بازار خاص بالموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة أمثال شهب وغيرها بهدف بيع أعمالهم الفنية وتحقيق مردود مالي يكون بمثابة دافع لهم وعامل مشجع للمضي في تنفيذ أفكارهم ومواجهة ظروفهم الصعبة”.

م/المدى برس

زر الذهاب إلى الأعلى