غير مصنف

“تحت رمال بابل” .. تهم “هستيرية” بنظر أبو رغيف وتصرف العراقية يثير “الشك”

[manar]أثار فيلم “تحت رمال بابل”، سيلاً “طافحا” من التهم المتبادلة بين مخرجه محمد الدراجي، ومدير عام دائرة السينما والمسرح نوفل أبو رغيف، والتهمة هذه المرة “منع إجازة فيلم والمطالبة بحصول نسبة 10 % لإجازته”.

فيلم “تحت رمال بابل” للمخرج الشاب محمد الدراجي نال جائزة أفضل فيلم عربي في الدورة السابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، فهو يصور ممارسات نظام صدام القمعية ضد المنتفضين عام 1991 أو ما عرف بانتفاضة آذار أو الانتفاضة الشعبانية، لكن ذلك الفلم، بحسب الدراجي، واجه عراقيل بدفع من أبو رغيف ومساندة من مدير قناة العراقية الرسمية محمد عبد الجبار الشبوط.

نفي يعقب “الفضيحة”

في المقابل وكرد فعل على اتهامه بطلب عمولة، سارع أبو رغيف الي نفي الأمر، وقال ان “نسبة الـ10% طلبتها وزارة الثقافة، وسألت عنها كون فيلم (تحت رمال بابل) هو الوحيد الذي لم يدفع هذه النسبة، حسب التقرير المرفوع للوزارة بهذا الشأن”، مبينا أنه “أبلغ الوزارة حينها بإلزام جميع عقود الأفلام بهذه النسبة، وإذا شاءت رفعتها عن الفيلم”.

ويشير أبو رغيف الى “أن الفلم عرض قبل استكمال إجراءات لجنة المشاهدة، وشارك باسم جهات متعددة وليس باسم وزارة الثقافة، وهو الأغلى كلفة بين الأفلام بكلفة مليار ونصف دينار”، لافتا الى أن “موعد عرضه فرض على دائرة السينما والمسرح”.

ويتابع أبو رغيف أن “تداعيات عرض الفيلم جعلت البعض يوجه العتب للوزارة لشعورهم بأن هناك فرقاً في التعامل بين هذا الفلم والأفلام الأخرى”، مؤكدا أن “الوزارة شكلت خلية لمعالجة الموضوع”.

وأكد أبو رغيف أنه “سيلجأ الى مقاضاة كل الجهات التي أساءت له”، لافتا بالقول، “لا يمكن لأحد أن يتحدث عن فساد بهذه الطريقة الهستيرية ما لم يكن جزءا من هذا الفساد”.

ويبدي استغرابه من “فوز الفلم بالمركز الأول في مهرجان أبو ظبي وهو يتحدث عن الانتفاضة الشعبية، كون الموضوع غريب مع توجهات أبو ظبي السياسية المعروفة”.

المنتج عطية الدراجي، قال إن “مدير عام دائرة السينما والمسرح نوفل أبو رغيف عرقل الفلم لأكثر من ستة أشهر وأخر مستحقاته المالية بدواعي عديدة، منها طلب 10% من قيمة الفلم”، لافتا الى أن “العديد من الأفلام تسلمت حقوقها لأنها تمر على أبو رغيف ويجري ما يجري خلف الستار، لكن هذا الفلم الوحيد الذي أنتجته الوزارة بدون تدخل دائرة السينما والمسرح، وأبو رغيف ضغط على الجهة المنتجة للفلم من أجل الحصول على نسبة الـ10%”.

واتهم الدراجي أبو رغيف “الموجودة على سدة الحكم في السينما العراقية منذ أكثر من سنة بطرد فنانين وحرمانهم من دخول المسرح، الى جانب تجاوز بعض أفراد حمايته على الفنانين”، معتبراً أبو رغيف، بأنه “يريد إرجاعنا الى أيام عدي صدام حسين”.

ويرى الدراجي أن “أبو رغيف لم يقدم سوى المشاكل للثقافة العراقية”.

لماذا قطع البث والكهرباء أثناء حديث الدراجي؟

وكانت التصريحات “النارية” التي أدلى  المخرج محمد الدراجي بها قبل أيام اثناء احتفالية أقامتها وزارة الثقافة بمناسبة الذكرى الـ23 للانتفاضة الشعبانية على المسرح الوطني وسط بغداد وحضرتها “السومرية نيوز”، كفيلة بجعل أروقة وقاعات المسرح الوطني تعج بالضجيج والشعارات ضد أبو رغيف، من بينها “حرامي” ، وطلعوا الفليم طلعوه”، بحسب شخوص حضروا الاحتفالية.

والمتابعون يسألون هنا، “لماذا قطعت قناة العراقية الرسمية البث المباشر لكلمة المخرج محمد الدراجي؟، ولماذا قطعت الإضاءة عن قاعة المسرح خلال كلمة المخرج وبث فيلمه؟”، وهم يرون أن “قطع بث العراقية ليس صدفة، بل بأوامر من مديرها محمد عبد الجبار الشبوط، معتبرين ذلك “تواطؤ واضح مع أبو رغيف ومحاولة للتستر على تلك الفضيحة”.

وبهذا الخصوص يقول الفنان كريم محسن إن “قضايا الفساد موجودة بكل مكان وبجميع مفاصل الدولة، وليس فقط بدائرة السينما والمسرح، ولم يكن على قناة العراقية قطع البث أثناء عرض المؤتمر”.

ويوضح محسن، “كان الأولى بالعراقية أن تبث المؤتمر كاملا، وإذا كانت هناك اعتراضات لدى أحد، فليعترض بعدها، من أجل أن لا يحدث شك بالموضوع”.

ويشير محسن إلى أن “قطع البث ربما يؤكد ما كشفه الدراجي خلال المؤتمر”، منوها بأن “الأجدر كان نقل المؤتمر كاملا، وإذا كانت الإدعاءات كاذبة فتفند، وإذا كانت صحيحة يطلع عليها الرأي العام ليعرف الحقيقة”.

تراكم “الشكاوى” ضد أبو رغيف يحرك لجنة الثقافة النيابية

عضو لجنة الثقافة النيابية بتول فاروق، أكدت أن اللجنة تعتزم، اليوم الأحد، مناقشة “الشكاوى المتكررة” ضد رئيس دائرة السينما والمسرح نوفل أبو رغيف.

وشددت بتول على أهمية “تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في حادثة المسرح الوطني وقطع قناة العراقية الرسمية البث المباشر لاحتفالية أقامتها وزارة الثقافة في المسرح، يوم الخميس الماضي”.

أبو رغيف، ما لبث أن رد على لجنة الثقافة النيابية في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في المسرح الوطني وقال إنه “مستعد للمثول أمام لجنة الثقافة والإعلام النيابية التي أشارت أنها ستجتمع بشان هذا الموضوع”.

ودعا أبو رغيف اللجنة أو وزارة الثقافة الى “عدم الانحياز الى شخص أو جهة معينة”، واصفا تحرك لجنة الثقافة النيابية بأنه “شيء جميل بعد سبات طويل”.

وكان المخرج السينمائي محمد الدراجي قد وجه، الجمعة (28 آذار 2014)، انتقادات شديدة ضد مدير عام دائرة السينما والمسرح نوفل ابو رغيف، متهما اياه بمنع اجازة فيلمه والمطالبة بحصول نسبة 10 % لاجازة الفيلم، فيما وجه مدير قناة العراقية الرسمية عبد الجبار الشبوط بقطع البث المباشر للكلمة في تصرف يصفه المراقبون بأنه “تواطئ واضح مع ابو رغيف”.

وفيلم “تحت رمال بابل” لمخرج الشاب محمد الدراجي نال جائزة أفضل فيلم عربي في الدورة السابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، ويصور الفيلم ممارسات نظام صدام القمعية ضد المنتفضين عام 1991 او ما عرف بانتفاضة آذار أو الانتفاضة الشعبانية.

وسبق أن تناولت أوساط إعلامية، في (23 شباط الماضي)، أنباءً تفيد بإقالة مدير عام دائرة السينما والمسرح نوفل أبو رغيف، بسبب “قضايا فساد”، في حين نفى أبو رغيف هذه الأنباء، وعدها “إشاعات من جهات تريد الشماتة بالانجازات التي حققها”.

وكلفت وزارة الثقافة نوفل أبو رغيف بإدارة دائرة السينما والمسرح، في (الثامن من آيار 2013)، بعد أن قامت بإرسال كتاب للدائرة، في بغداد، ينص على إيقاف عمل المدير السابق شفيق مهدي، كعقوبة للمهدي، كما صرح فيما بعد.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى