غير مصنف

دراسة جديدة لتصنيف جمهور الصحف اليومية العراقية تنجزها منظمة دعم الاعلام الدولي المستقل (IMS) الدنماركية

 

تحسين الزركاني

أنهت منظمة دعم الاعلام الدولي المستقل (IMS)، الدنماركية، دراسة وبحثا لجمهور الصحف اليومية العراقية، فيما أكد الباحثون انها الاحدث بين الدراسات البحثية الميدانية التي تضع قاعدة بيانات واقعية لقراء الصحف اليومية من حيث الاتجاهات والسمات والتفضيلات والدوافع والاستخدامات.
وقال الباحث المشرف على المشروع ياسر إسماعيل، إن “الدراسة تعالج موضوعاً غاية في الأهمية، لتحديد جمهور الصحف اليومية، خاصة وأن المشكلة محددة في عدم وجود بيانات ومعلومات كافية لدى القائمين على الصحف اليومية، وسمات قرائها واستخداماتهم لها، وما هي دوافعهم واتجاهاتهم نحو الأداء الصحفي لها، وما هي تفضيلاتهم للمضامين التي تنشرها، وللكتّاب الذين يكتبون فيها”.
وأوضح إسماعيل، أن “الصحافة اليومية العراقية كغيرها من صحافات العالم، تواجه منافسة شديدة من قبل وسائل إعلامية كثيرة أهمها القنوات الفضائية والانترنت، والدراسة موضوع البحث اكتسبت أهميتها، في كونها من الدراسات القلائل التي تتعرض لقراء الصحف اليومية من حيث الاتجاهات والسمات والتفضيلات والدوافع والاستخدامات”.
وأضاف الباحث، أن “أهداف الدراسة حددت التعرف على سمات قراء الصحف اليومية من حيث العمر، والجنس، والمستوى التعليمي، ومكان السكن، والتعرف على المفضل لدى القراء من حيث الصحف ومضامينها، ومكان القراءة واوقاتها، ورصد الأسباب التي تقف حائلا أمام عدم قراءة الصحف من قبل القراء، من حيث غياب المنتج الصحفي المطلوب او ضعف المحتوى، لتشخيص مواطن القوة والضعف في طبيعة النصوص والأخبار التي تتناولها الصحف المحلية، وانتشارها وقبولها لدى الجمهور، وتحديد السمات الايجابية والسلبية في الصحف، للوقوف على الامور الايجابية ودعمها والامور السلبية لمعالجتها”.
وبيّن اسماعيل، أن “الدراسة عكفت على بيان مدى انتشار وسائل الاعلام، من خلال اراء جمهور من مختلف شرائح المجتمع، ولمختلف الفئات والإعمار ومستويات التعليم، للوقوف على أهم متطلبات الجمهور المستهدف من المنتجات الصحفية، لتطويرها بما يتلاءم مع متطلبات شريحة واسعة من الجمهور للعمل مستقبلاً على زيادة الانتشار ونمو الإيرادات، للحفاظ على استقلالية الإعلام من حيث الاحاطة بكل ما يرغب به الجمهور من منتجات، ومعرفة أكثر الفئات المهتمة بقراءة الصحف واولوية المواضيع الصحفية المطلوبة”.
وأشار الباحث، الى أن “مجموعة (YIT)، هي من نفذت البحث والدراسة والاستبيان، بعد تشكيل فريق من ستة باحثين ميدانيين، تلقوا تدريب موسع عن الية عمل الاستبيان بشكل مباشر،”، مبينا أن “البحث شمل ألف مفردة للعينة، توزعت بين الذكور (625)، استمارة، والباقي الى الاناث”، لافتا الى “توزيع الاستمارة بين جانبي الكرخ 40%، والرصافة 60%، باعتماد التوزيع السكاني للعاصمة بغداد، لضمان درجة عالية في التمثيل”.
وتابع إسماعيل، أن “الاستبيان راعى في الاعتبار عدد من المتغيرات الديموغرافية منها (الجنس، والعمر، والمنطقة، والمستوى التعليمي)، حتى يتسنى للمستفيدين تعميم النتائج على قراءة الصحف في العراق”، مستدركا، “أن البحث حدد اماكن العينات المستهدفة سواء كانت في اماكن العمل، المقاهي، الشوارع الرئيسية، والمنتديات والملاعب الخاصة بالشباب، واماكن بيع الصحف، والمنازل والدوائر الحكومية”.
وأكد الباحث، على أن “تحليل البيانات أظهر اختلافا في الآراء والأجـوبة والتوقعـات لجميع الأسـئلة بين العـينات المنتخـبة في المنطقـة الواحـدة”، مشيرا الى أن “هبوط النسبة المئوية للنخب في السؤال الخاص بالاطلاع على الصحف ومطالعاتها، أظهر عزوفا واضحا في مطالعة الصحف وتصاعد ملحوظ للمواقع الالكترونية، فأكثر العينات لا تطالع الصحف أو لا تهتم بها، حيث إشارات بدلالة واضحة إلى استبدال القديم بالجديد، فأكثر من ثلث النخب المستهدفة من فئة الشباب تستخدم التصفح الالكتروني، كما انهم يعتقدون أن محرري الصحف لا يأخذون بالاعتبار رغباتهم من المنتجات الصحفية، إذ لا توجد مقالات، تحاكي هواياتهم وتعالج قضاياهم، وأن الكثير منهم يتمنى أن تكون الصحف بحجم المجلات، وأن يكون استخدامها للألوان تماماً كما هو الحال في المجلات، فهم يعتبرون الصحف الحالية تقليدية من حيث الشكل والمضمون، وانها فقدت طابعها وأصبحت من الماضي”.
ويستطرد إسماعيل، أن “البحث وجد عزوف القراء عن شراء الصحف من الشباب خاصة، أمراً واضحاً، لأسباب عديدة أهمها تضاعف أسعار الصحف، والانتشار الكبير للإنترنت والفضائيات، مما يمكن القراء، لا سيما الشباب منهم من الاطلاع على أحدث الأخبار والمستجدات، بصورة أسهل وأسرع وأقل كلفة، على العكس من كبار السن حيث انهم الأكثر قراءة للصحف، وأن للعادة أثراً واضحاً في استمرار المطالعين لها، وتؤثر البيئة بانتقال هذه العادة من الآباء الى الأبناء، اما من حيث الديموغرافية الخاصة بجانبي الكرخ والرصافة، فقد وجد ان نسبة قراء الصحف في جانب الرصافة اكثر من الكرخ، ما يعد دليلا على انتشار الصحف في جانب الرصافة اكثر من الكرخ وكذلك وجود المهتمين بقراءة الصحف وزيادة النسبة السكانية في جانب الرصافة”.
ويلفت الباحث، إلى أن “أهم النتائج التي تعتبر من اولويات القارئ، الاهتمام بعناوين الصفحة الاولى المهمة، والرغبة الشديدة بجودة الطباعة والصفحات الداخلية، واستخدام اللغة البسيطة السهلة، فكانت النسب متقاربة للراغبين بشدة على اعتماد الصفحات الملونة والمرور السريع على الاخبار المهمة ووجود مقالات لكتاب مشهورين، ووجود مناقصات غير مرغوب بها من قبل الجمهور، ونسب الاعلان اعلى من المناقصات من حيث الرغبة، إضافة الى استخدام الصحيفة شعار المصداقية غير مرغوب به بشدة لكون القارئ هو من يحدد مصداقيتها، وميول عال للشؤون العراقية والوضع الامني والاحداث في بغداد، فالناس تهتم اكثر بالقضايا (المحلية ، والاسرة ، والدين ، والمسائل التاريخية)، وهذا امر مشجع للصحافة المستقلة للتوجه الى تلك المنتجات الصحفية”.
ويتابع الباحث، أن “الدراسة أظهرت أن 61% من القراء مهتم بالقضايا السياسية، ونسب عالية في متابعة الاخبار الرياضية، وهناك عينة تهتم أيضا بالمواد الصحفية المتعلقة بـ( العلوم والتكنلوجيا، والثقافة، الشؤون الدولية)، وتتراوح نسب المهتمين بها من 29% الى 34%، أما اقسام (الجريمة، والتسلية، والسفر والترفيه، وقضايا العراقيين في الخارج) فأظهر البحث تفاوتا فيه، كما كانت المواضيع الاقتصادية أكثر رغبة من التمويل والاستثمار واخبار الاعمال، ونسب قليلة للمهتمين جداً بالشأن الكردي واخبار السيارات والمرور”.
يذكر أن دراسة أخرى تنفذ حالياً في بغداد والسليمانية لبائعي الصحف، للوقوف على نقاط القوة والضعف في المبيعات ومن هي اهم الصحف الحالية والاكثر مبيعاً، وما هي النظرة العامة والخاصة بمستقبل الصحف في بغداد والسليمانية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى