غير مصنف

37 بالمائة من فتيات الديوانية بلا تعليم ودعوات لحمايتهن من الامية و التزويج المبكر

المنار نيوز/منار الزبيدي

تتأسف الفتاة سجى كاظم (18عام)لما تتعرض له الفتيات في العراق وخاصة في المحافظات ذات الطابع العشائري التي تقدس العادات والتقاليد وتضطهد حقوق الفتيات خاصة فيما يتعلق بحرمانهن من التعليم و اجبارهن على التزويج المبكر, وبينت في حديث خاص ” عندما نكون في هذا العمر يشغلنا التفكير في مستقبلنا ولهفة الانتقال الى الدراسة الجامعية بعد ان قطعنا شوطا مرهقا في المراحل الدراسية السابقة , ولم اكن اعرف ان سطوة الاهل وتخلف فكرهم ممكن ان يطغي على مستقبل بناتهم في اخر مرحلة من الدراسة ليغتصب حلمها في الحياة وحقها في التعليم فقط لان العريس فرصة ” هذا ما حدث لزميلة سجى في المدرسة ” بعد انقطاع استمر لخمس ايام توقعنا ان زميلتنا شيماء مريضة فحاولنا الاتصال بها دون جدوى بعدها تحصلنا على عنوان بيتها كان يوم خميس وكان بيتهم مفتوح للضيوف دخلنا لنجد عروس حزينة محاطة بنساء تغني وترقص بحثنا في وجوههن عن شيماء لم نجدها لكن العروس كانت تشبها وظننت انها شقيقتها فأوحت الي بالدخول , اجلستني الى جانبها و سألتني عن نتيجة امتحان الانكليزي ! اجبتها باستغراب عفوا اين اجد شيماء,قالت بغصة حبيبتي سجى انا شيماء ثم انهارت بالبكاء في هذه اللحظات لم اتفوه بكلمة بعدها سحبتني شقيقتها من يدي و اخرجتني الى الحديقة وطلبت مني المغادرة وقالت لي شيماء لن تعود للمدرسة فالزواج هو مستقبلها “

وتخشى سجى على مستقبل قريناتها الفتيات بسبب تهميش ارادتهن و ارائهن من قبل اهلهن ,وتكمل “بعد تلك التجربة المريرة بقيت اخشى على نفسي من اهلي و اصبح الزواج بالنسبة لي كابوس مرعب فعبودية المجتمع للفتيات ومصادرة احلامهن ورغباتهن بمثابة قتل متعمد ,فنحن كيان انساني بحاجة للوجود والعيش و لم نخلق للزواج وتربية الاولاد  فقط  و اتمنى  ان تتوفر ضمانات حقيقيه تحمينا و تهيء لنا  البيئة الاجتماعية الصحيحة “

نسب مقلقة 

وكانت محافظة الديوانية ( 180 كم) جنوب بغداد  تصدرت محافظات العراق بنسب الفقر  التي بلغت 35% كما سجلت ارتفاعا كبيرا في نسب الفتيات اللواتي حرمن من التعليم 37,3% فيما حصلت الفتيات على التعليم الابتدائي بنسبة 31,7% والمتوسطة 14,3%  و 2,3 % منهن حصلن على التعليم الاعدادي اما نسبة الحاصلات على الدبلوم فهي 4,5%   في حين كانت نسبة الفتيات اللواتي استحصلن الشهادة الجامعة 10,2% وفقا لمسوحات وزارة التخطيط الاخيرة بحسب رئيس لجنة المراة والطفل في مجلس محافظة الديوانية انتصار الموسوي

و اشارت الموسوي الى ان نسبة  84,4% من النساء في الديوانية  لم يحصلن على عمل  ,فيما شغلت النساء المتزوجات 6,4% من العمل حكومي اما العمل الخاص فشغلن منه 0,5%  في حين بلغت نسبة الفتيات غير المتزوجات العاملات في المؤسسات الحكومية 11% , ونوهت الموسوي الى ان تردي واقع المراة في الديوانية يعود الى ضعف العامل الاقتصادي والنظرة المجتمعية القاصرة تجاهها مع اضمحلال الدعم الحكومي لبرامج الدعم والتنمية الخاصة بالفتيات ” لاتملك لجنة المراة  دعم مادي لتقديم برامج دعم الفتيات فهي تعمل بجهود ذاتية قدمت من خلالها التوجيهات و اسست  اول مركز يعنى بشؤون المراة على مستوى العراق “

ويحتفل العالم باليوم العالمي للفتاة الذي أعلنته الأمم المتحدة في الحادي عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات و المزيد من الفرص للحياة أفضل ، و زيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن , هذا التفاوت يشمل مجالات مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والحماية من التمييز والعنف، الحق في العمل , والحق في الزواج بعد القبول و القضاء

اعدام حي للفتيات 

 تتعرض الاغلب من فتيات العراق الى الاعدام الروحي من خلال سلب ارائهن فلا يسمح لهن بالاختيار وتقرير مصيرهن في نوع الدراسة والعمل والزواج الامر الذي يهدم فيهن الرغبة في الحياة والاستسلام للظروف و في مجتمعنا يوجد الكثير من هذه الشواهد ,بحسب الناشطة في مجال حقوق المراة انتصار الزبيدي التي انتقدت الحكومتين المركزية والمحلية واتهمتها بالتقصير ” لو كانت الاسر العراقية تتمتع بمقومات العيش الكريم والاستتباب الامني لما اساءت لبناتها بالحرمان والتزويج بعمر مبكر للتخلص من مسؤولياتهن المالية او بذريعة الحافظ عليهن من الخطف والاستغلال  لكن ماذا نقول لدولة لم تفلح بتوفير ابسط  متطلبات الحياة الجيدة والامنة لمواطنيها ومؤكد ان النساء والاطفال يتحملون تبعات ذلك التقصير بشكل او باخر “

نتائج خطيرة

الحرمان من الحقوق وممارسة الاضطهاد والعنف والاجبار عوامل ولدت مشاكل نفسية خطيرة نتيجتها الانتحار او الهروب او تناول المخدرات  فضلا عن الاضطرابات الاسرية السلبية مثل التفكك الاسري والخيانة الزوجية وارتفاع نسب الطلاق بحسب الباحثة الاجتماعية ابتسام المحنة ,

حلول ومقترحات

لجنة المراة في مجلس محافظة الديوانية طالبت المؤسسات الحكومية المعنية بشؤون الشباب وخاصة  مديريتي التربية و الشباب والرياضة  بضرورة اعداد وتنفيذ برامج مناسبة ومتنوعة للفتيات لإظهار مواهبهن  ورفع الكبت عن نفوسهن فيما دعت منظمات المجتمع المدني الدولية الى توفير الدعم المالي  للمنظمات المحلية لغرض توفير فرص عمل ومشاريع صغيرة للفتيات الراغبات مع تنفيذ برامج التوعية والتنمية البشرية  حول مبادئ حقوق الانسان وخاصة المراة ,

فيما اشارت المحنة الى اهمية  دور المنظمات المعنية والجهات الحكومية المختصة في تبني برامج اشاعة الوعي الثقافي بخوص حقوق المراة  وخطورة الجهل والتزويج المبكر للقاصرات  خاصة في المناطق الريفية التي تسودها الكثير من الممارسات الاجتماعية السلبية الناتجة عن قلة الوعي وهيمنة المواريث العشائرية مثل النهوة والفصلية والزواج المبكر وغيرها , و اشارت الى ضرورة التوعية بتلك الحقوق في المؤسسات التعليمة وضمها الى المناهج ذات الصلة لبناء جيل واعي وهي محاولة مهمة لتحجيم المواريث القبلية التي تعنف المرأة .

زر الذهاب إلى الأعلى