غير مصنف

النائبة هدى سجاد محمود تمثل جمهورية العراق خلال مؤتمر بروكسل حول “وضع المراة العراقية والحرب ضد داعش “

المنار نيوز/خاص

النص الكامل لكلمة السيدة النائب”هدى سجاد “ممثلة جمهورية العراق اليوم الخميس في مؤتمر بروكسل المنعقد في بلجيكيا والمعني بــِ”وضع المرأة العراقية والحرب ضد داعش”. بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة الحضور جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد اضافت ظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) بعدا جديدا لظاهرة الارهاب والتطرف مستغلا الظروف التي تعيشها سوريا وغياب سيطرة النظام السوري على مناطق من الاراضي السورية ليترعرع وينتعش ثم لينطلق في مسعاه لتوسيع قوته ونفوذه من خلال السيطرة على مدينة الموصل مستغلا الظروف السياسية في العراق وتعقيداتها من جهة وبعض نقاط الضعف في الجيش العراقي من جهة اخرى وتمكن من توسيع رقعة سيطرته خارج الموصل لتشمل مناطق من محافظة صلاح الدين والانبار وبعض قرى ومدن محافظة ديالى وليعلن ابو بكر البغدادي نفسه خليفة على ما يسمى بالدولة الاسلامية.

لقد قام هذا التنظيم المتطرف بممارسة ابشع صور الاجرام بحق ضحاياه من المدنيين والعسكرين والنساء والاطفال وابناء العشائر قتلا وسلبا وانتهاك للحرمات ما يعجز اللسان عن وصفه وما فعله بالاقليات العراقية كالمسيحيين والايزيديين والشيعة التركمان والشبك فضلا وجريمة سبايكر وجريمة سجن بادوش وعمليات ذبح الصحفيين الاجانب المختطفين لديه واخرها جريمة قتل المئات من ابناء عشيرة ال بو نمر الامر الذي حدا بالمجتمع الدولي الى اعتبار تلك الجرائم بانها ترقى الى ان تكون جرائم ضد الانسانية.

ان على المجتمع الدولي ان يعمل بشكل متناغم ومنسق لهزيمة هذا التنظيم الدموي والمتطرف سيما وانه اصبح يهدد الامن الدولي ليس فقط لدوره في زعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط واثارة الشد الطائفي واحياء الخلافات بل لما ما تترتب عليه من اثار آنية ومستقبلية تنتج عن عودة هؤلاء المقاتلين الى بلدانهم الاصلية يحملون معهم الفكر المتطرف الدموي والتدريب اللازم على استعمال الاسلحة والخبرات التي اكتسبوها على صناعة المتفجرات واعتيادهم على العنف والتقتل بدم بارد وما شهدناه في بلجيكا وغيرها الا شواهد حية على ذلك.

ان المجتمع الدولي وان كان قد اتخذ اجراءات رادعة بحق التنظيم على مستوى قرارات الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وغيرها الا انها لم تكن كافية في ردع التنظيم عن ارتكاب المزيد مما نشهده اليوم وبما ما سنشهده في قابل الايام لا سمح الله ومن هنا لا بد للمجتمع الدولي من اتخاذ اجراءات اكثر صرامة وتطبيقها بشكل صارم ضد التنظيم وضد كل من يتعاطف معه ويساعده في الاستمرار في مسلسل جرائمه البشعة ومن تللك الاجرراءات: دعم جهود حكومة الشراكة الوطنية سياسيا بعد ان اكتمل تشكيلها والتي يشارك فيها كل مكونات الشعب العراقي الرئيسية سواء على المستوى الوزاري او غيره خصوصا مع اصرار رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على العمل بشكل جدي ومكثف من خلال حزمة من الاصلاحات والخطوات التي تهدف الى معالجة المشاكل القائمة وازالة التوترات. منع التنظيم من الاستفادة من عمليات بيع النفط المهرب وغسيل الاموال وتهريب الاثار العراقية في تمويل نفسه والضغط على الدول التي تمر عبر اراضيها شحنات النفط المهرب لمنع مرورها حيث تقدر واردات التنظيم بحوالي (2) مليون دولار يوميا على الرغم من الاجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي ضده، ان تضييق الخناق على التنظيم من يعتبر عاملا مهما في تحجيم دوره خصوصا بعد اعلانه عن تشكيل دولته المزعومة وما يفرضه ذلك من متطلبات كصرف الرواتب وتوفير الخدمات وغيرها. الضغط على الدول التي يقوم متبرعون فيها تحت اطر وعناوين مختلفة لاتخاذ تدابير جدية وصارمة ضد هؤلاء وان تقوم بملاحقة تلك الجهات وتجريمها. اتخاذ تدابير مناسبة ضد عمليات التجنيد التي يقوم بها التنظيم من خلال استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الدعاية لنفسه وتشديد المراقبة عليها. منع المقاتلين الاجانب من الالتحاق بالتنظيم من خلال العمل الاستخباري ومتابعة تحركات المؤيدين للتنظيم والمشتبه بتعاطفهم معه والضغط على دول الطريق التي يمر هؤلاء الارهابيون عبر اراضيها لتشديد اجراءاتهم عند المعابر والمطارات ومساعدة الدول غير القادرة على ذلك وتطبيق قرار مجلس الامن الخاصة بمنع تدفق المقاتلين الاجانب الذي صدر في شهر ايلول الماضي بصورة اكثر فاعلية. ان عدد المقاتلين الاجانب لدى التنظيم يقدر عددهم بـ(12) الف اجنبي بينهم حوالي 3 الاف اوربي وفقا لما اعلنه منسق الاتحاد الاوربي لشؤون محاربة الارهاب مؤخرا. دراسة الاسباب الدافعة لهؤلاء الشباب على الالتحاق بداعش ووضح حلول مناسبة لها على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تكثيف الضربات الجوية لاضعاف القدرات العسكرية وقطع خطوط الامداد والمناورة لدى تنظيم داعش الارهابي ومساعدة القوات العراقية من حيث التدريب وتقنيات الرصد والمتابعة والمعلومة الاستخبارية حث الدول الاقليمية على تخفيف الصراعات والشد فيما بينها والتوجه نحو التعاون ضد الخطر الذي يشكله داعش سيما وانه يستهدف الجميع واشراك الجميع لتحقيق هذا الهدف. العمل على ايقاف القنوات التلفزيونية التي تحث على العنف وتدعو الى الفتنة والضغط على الدول التي تستظيف تلك القنوات لايقافها. تقديم الدعم الانساني والاغاثي للعراق ومساعدته على التعامل مع مشكلة النازحين بشكل اكبر سيما وان الوقت اللازم لانهاء معاناتهم واعادتهم الى مساكنهم تتطلب وقتا طويلا في ضوء المعطيات الراهنة. وفي نهاية كلمتنا نتقدم بالشكر الجزيل لكل الدول والمنظمات الداعمة للعراق بحربه ضد داعش …والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زر الذهاب إلى الأعلى