تعليم

شابة عراقية ساهمت باثراء ويكيبيديا

حاورتها /منار الزبيدي

من أب بغدادي وأم كردية، ولدت رافان الطائي (29 عام) في أربيل. درست في كلية الهندسة قسم الكترونيات واتصالات وتخرجت منها لتعمل حاليا كمهندسة حقول نفطية.

تعمل حاليا مع موسوعة ويكيبيديا بصفة “ادارية ومحررة موثوقة “ و كتبت إلى الآن ما يقارب ال 750 مقالة  في موسوعة ويكيبيديا ولديها أكثر من 14 ألف تعديل في الموسوعة ذاتها. انهت روايتها الاولى “وسيكفيكهم” التي ستصدر مطلع السنة الجديدة. وتطمح لأن تكون المعرفة متوفرة للجميع مجانا وأن يتلاشى الجهل تماما من العراق.

تحصلت مؤخرا على جائزة أميرة أستورياس وهي أحد أهم الجوائز العالمية في المجال الانساني وذلك لمساهمتها الكبيرة في إثراء محتوى ويكيبيديا العالمية ,لنتعرف عليها سويا من خلال هذا الحوار :

كيف أوصلتك المشاركة في اثراء موسوعة ويكيبيديا لنيل جائزة  أميرة استورياس؟

موسوعة ويكيبيديا موجودة بأكثر من 291 لغة في العالم، وهي مكتوبة بالكامل من قبل متطوعين يترجمون ويكتبون عن كل شيء لجعل المعلومة العلمية والطبية والتاريخية والفنية والأدبية متوفرة لكل الناس مجانا. هذه السنة نالت الموسوعة جائزة أميرة أستورياس عن فئة التعاون الدولي كونها مثالا رائعا عن قدرة البشر على جعل هذا العالم مكانا أفضل لأنفسهم وللأجيال القادمة.

طبعا سعدت جدا حين تم اختياري من قبل ويكيبديا لاستلام الجائزة. كوني مثلت جميع المتطوعين في ويكيبيديا، هو شئ رائع جدا لأنه يثبت أن المرأة العراقية يمكن أن تشارك وبنجاح في الحركات التوعوية العالمية وتستطيع نشر المعرفة.

التطوع في ويكيبيديا كان من أجمل الأشياء التي حدثت في حياتي وجعلتني أشعر أنني يمكن أن أحدث تأثيرا إيجابيا في هذا العالم.

لماذا اخترت الكتابة في ويكيبيديا؟ وعن ماذا تكتبين تحديدا؟

ويكيبيديا موسوعة، أي أنها توفر معلومات تعريفية عن أي شئ في العالم، بدءا من أنواع الطائرات إلى التركيبات الكيميائية للأدوية، مرورا بلوحات رسامي العالم والمطابخ المختلفة للشعوب والأفلام والحركات الثورية وتاريخ الأديان الخ.

هناك دائما ما يمكن ترجمته أو الكتابة عنه في ويكيبيديا او تعديله في حالة خطأ وهذا ما يجعلني لا أمل أبدا. كتبت إلى الآن ما يقارب من 750 مقالة ولدي أكثر من 14 ألف تعديل في الموسوعة.

هل تعتقدين ان العالم لا يعرف الكثير عن المرأة العراقية وان هناك حاجة للكتابة عنها بشكل اكبر؟

نعم وأعتقد أن الآن هو الوقت المناسب للتوعية والكتابة.

كيف تقيمين الدورالفكري للمراة العراقية؟

مازال أمامنا الكثير كي يصل الدور الفكري للمرأة العراقية إلى المستوى اللائق بها، فأغلبية النساء في العراق لا يقرأن. وأية امرأة لا تقرأ تبقى حبيسة أفكار لا تخصها وتعطي عقلها لغيرها كي يفكر لها، بدلا من أن يكون لها رأيها الخاص. لذلك يجب نشر ثقافة القراءة بين النساء، حتى تصبح في أهمية الأكل والتسوق بالنسبة لهن.  ومن ثم نشر ثقافة التطوع وإعطاء جزء من الوقت لتقديم جهد ما دون مقابل من أجل تطوير المجتمع والبلد والعالم بأكمله.

هل تؤمنين بوجود المرأة العراقية في المحافل الدولية؟ وهل هناك نساء عراقيات تأثرتِ بهن؟

المرأة العراقية تستطيع أن تنافس نساء العالم إن تحركت وبدأت بالعمل. هي موجودة بالفعل في الكثير من المحافل الدولية وحضورها دوما هو حضور مشرف.

تأثرت في صغري بأشعار نازك الملائكة وأبهرتني إنجازات زها حديد وأعجبت جدا بإنعام كجه جي وهي تكتب عن العراق في روايتها “طشاري” وقدرت كثيرا النائبة فيان دخيل وهي تقف أمام العالم بأكمله كي تدافع عن أهلها الإيزيديين في مواجهة الأعمال الإرهابية واللاأخلاقية التي مورست ضدهم من قبل داعش.

ما علاقة رافان بكتابة الروايات؟ وبمن تأثرتِ من المفكرين والكتاب؟

أنا أكتب من عمر العاشرة والكتابة بالنسبة لي كانت ولازالت الطريقة المثلى لي كي أعبر عن نفسي. الروايات هي مرآة الشعوب والثقافات المختلفة، وأنا لا أجد متعة في الدنيا تضاهي متعة قراءة رواية تأخذني بصفحاتها إلى عالم آخر بكل تفاصيله وشخصياته. وقد أكملت كتابة روايتي الأولى بعنوان “فسيكفيكهم” وستنشر إن شاء الله مع بداية السنة الجديدة.

مالذي اضافته شبكة الإنترنت لكل فتاة عراقية تريد ان تعبر عن رأيها في مجتمع محافظ؟ 

شبكة الانترنت هي أعظم اختراع رأته البشرية إلى الآن في رأيي المتواضع. الانترنت جعلت كل شئ ممكنا، حيث أصبح من المتاح أن نتناقش مع شخص يجلس في البرازيل وأن نستفسر عن الديانة البوذية من شخص في النيبال.

الفتاة العراقية تستطيع أن تستفيد إلى أكبر مدى من الانترنت عبر التعرف على الشعوب والثقافات المختلفة واكتساب خبرات هائلة وتطبيق هذه الخبرات في بلدها ونشر آرائها وفكرها بكل حرية.

زر الذهاب إلى الأعلى