لدعمهنَّ

نبأ القيسي طوعت “المسامير والخيوط والخشب”لكسب المال

المنار / رغد الحسني

من اللاشيء خلقن َّ اشياء هكذا هن العراقيات قصص جهاد ونجاح وألق رغم مرارة العيش و حجم التحديات الا ان مايملكنه من اصرار وارادة يفوق كل صعوبات الحياة , ومن بين تلك القصص الجديرة  بالاحترام والتقدير  هي قصة الشابة نبأ القيسي التي التقتها مؤسسة المنار صوت المراة العراقية ولكن سيكون اسلوب عرضها بلسان حالها دون ان ندخلها مجال التحرير الصحفي وكما هي :

اسمي نبأ هادي القيسي من مواليد 1981 تحصيلي الدراسي شهادة متوسطة مررت بظروف صعبة نوعاما كما هو الحال مع بعض النساء في مجتمعنا العراقي وكوني المسؤولة عن تربية إبني الوحيد وهو مصدر صبري وأملي الدائم ببناء مستقبل أفضل من أجله ومن أجل نفسي كذلك كانت بداية بحثي عن عمل خاص بي من باب تجربة , وإيجاد ما يناسبني من الاعمال اليدوية التي أحبها منذ الصغر وجمعت ما اعرف مع ماهو متوفر لتعلمه من خلال الإنترنيت واليوتيوب والبرامج المختلفة جربت فترة العمل في مشغولات الكروشيه  ثم عمل في مجال صناعة   المعجنات وقد ناسبتني الاخيرة من حيث الإجادة في الصنع لكن هذا العمل يحتاج لمساحة عمل اوسع  وإمكانيات لتطويره  وهي لم تكن متوفرة عندي .

بعدها جذبني عمل لوحات فن الفيلوغرافي أو كما اسميه ( فن الرسم بالمسامير والخيوط عالخشب ) لأن من يسألني عن تفصيله أقول لهم إنني ارسم بالمسامير وألون بإستخدام الخيوط ,احببت هذا العمل كثيرا فالمسامير قلمي والخيوط ألواني والخشب لوحة انقش عليها فني ,درست هذا الفن لمدة اسبوعين في سنة 2016 في شهر 5 تقريبا من خلال برامج الإنترنيت واليوتيوب بالمشاهدة والتدقيق في تفاصيل الصور .

بعدها بحثت عن المواد البديلة للفن الأصلي بما يناسبني وما هو متوفر لدينا هنا في العراق ,فذهبت لمحلات تجهيز مواد النجارة وتفحصت انواع الأخشاب التي ممكن ان تتحمل هذا النوع من العمل بدق المسامير المتراصفة من دون أي تكسر أو تشقق ووجدت بالفعل مايناسبني في خشب نوع mdf واكملت مسيرتي في عمل التجارب حتى مع لوحات الكنفاس واستخدمت انواع الخيوط والمواد الى أن بدأت مسيرة عملي للوحات حسب الطلب وافتتح صفحة عالفيسبوك لهذا الغرض وبالفعل بدأت العمل شيء فشيء وكانت الصعوبات تكمن عدم تقدير هذه الاعمال اليدوية الفنية هنا في العراق وطلبها بأسعار زهيدة لاتناسب تكلفتها ومجهودها كذلك في طريقة تسليم الطلبات والبحث عن خيوط اكثر جودة .

شاركت في بعض المعارض الفنية لفترة بسيطة ضمن رابطة آرت سيكرتس للفنون التابعة لقسم الفنون التشكيلية لوزارة الشباب والرياضة وقد قدموا لي الدعم والتشجيع في بداية مسيرتي وحصلت على عدة شهادات تقديرية عن اعمالي ولوحاتي بهذا الفن الراقي بعدها توقفت عن العمل لفترة بسبب حاجتي للمكان لتوسيع عملي مع تعلمي لأعمال يدوية أخرى، بالإضافة لذلك تولدت لدي رغبة في توفير المواد المختلفة لمن يحتاجها بما كسبته وتعلمته طوال هذه المدة ,خصوصا فيما يتعلق بصعوبة الخروج والتسوق لبعض النساء واخذت فترة من الزمن افكر في حل لهذا الموضوع الى أن تيسرت من الله سبحانه وتعالى في إيجاد محل صغير بإيجار مناسب نوعاما وبمجهود شخصي مع كثرة التحديات لكن أملي بفضل الله ورحمته كبير والحمدلله برغم هذه الصعوبات مستمرة في عملي اليومي وتوفير مايمكن توفيره وعمله في نفس الوقت وبإعتماد طريقة التناوب في انواع الأعمال اليدوية التي اجيدها مع تجهيز متطلبات الاخوات العزيزات لبعض المواد الاولية لأشغالهم اليدوية الإبداعية.

واخيرا اقول الحمدلله الأمل كبير والحافز موجود وبرأي أن اي إمرأة خصوصا نحن العراقيات بإمكاننا تحدي الصعوبات بأبسط الإمكانيات إن توفرت لدينا الشجاعة لمواجهة هذا المجتمع والإعتماد على الامل والثقة برب العالمين في إنشاء مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا .

زر الذهاب إلى الأعلى