أخبار ومقالات

امرأة عظيمة وقبور انيقة

المنار/ سعاد الجزائري
كنت اليوم في مراسم تشييع زوجة صديق لنا..في مقبرة بروكوود Brookwood، وهي نفس المقبرة التي دفنت فيها الشخصية العراقية المعروفة محمد حديد.وابنته التي فاقت شهرته، المعمارية العالمية زها حديد، وثالثهما الاخ فولاذ حديد..
انسحبت من بين الحضور قبل بدء المراسم لازور معلما عراقيا وعالميا، زها حديد التي رفعت اسم العراق عالميا في سنين انكساره، وتباهت بعراقيتها، اينما حلت، اقاموا تأبينها في بريطانيا في احدى اضخم كنائسها، في كنيسة ويستمنستر، كما فعلوا مع كل الشخصيات العالمية..تركت بصماتها في العديد من الدول، ووضعت تصاميم لتترك اثرها في العراق، وسلمت تلك المخططات قبل رحيلها بسنوات..
وقفت اليوم امام عظمتها، قرب قبرها وقلت لها:
– لم ينفذوا تصاميمك حتى الان، لان الكل منشغل بجيبه ومنصبه وبحسابه في البنوك..
سمعت حسرتها التي امتزجت بحسرتي وحرقة قلبي على رحيل ايقونة المعمار مبكرا، وعلى بقاء الانذال رموز الفساد والدمار كصخرة على قلوبنا وارواحنا..
زها حديد وضعت تصميم هذا القبر، من المرمر الاسود والابيض، وعندما سألت عامل في المقبرة عن مكان قبرها، قال:
– هناك في اعلى التلة ستجدين ثلاثة قبور انيقة صممتها امرأة عظيمة، السيدة حديد، وهي القبور الوحيدة التي وضع بالقرب منها مكان للجلوس من المرمر الابيض اشبه بالاريكة..
اوصتني زها اليوم ان اسأل حكومتنا (الحريصة) متى تنفذ التصاميم التي قدمتها لهم…هل يخجل احدهم ويجيب على هذا السؤال؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى