قصص وتقارير

طفلة ايزيدية مختطفة: بيعت والدتي مرات عدة وتعرضت للاعتداء

" جبل سنجار لم يعصمنا من سطوة الإرهابيين"

المنار /نينوى / مروان الفتلاوي
روت طفلة ايزيدية مأساة عاشتها مع عائلتها التي تفرقت مصائرها بعد الهجوم الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي على جبل سنجار.
ويبلغ عمر (ن ي) اليوم 11 عاما بينما كانت بعمر التسع سنوات عند الغزو الوحشي، لكن عمرها الغض لم يشفع لها، فقد ذاقت على أيدي الإرهابيين مرارة العذاب والاستعباد والاعتداء.
تقول الطفلة الايزيدية وهي تطالع الأرض “في سنجار هربنا إلى الجبل عند سماعنا بوصول أرتال من تنظيم داعش نحونا”.
وأضافت بحسرة “كانت معي أمي وأعمامي وأخوالي، إلا أن بقاءنا هناك مع عائلات كثيرة لم يدم طويلاً لأنهم (تنظيم داعش) وصلوا إلينا واقتادوا الجميع بقسوة، ثم جمعونا في ساحة فرقوا فيها الناس عن الرجال، ذهبوا بنا إلى الموصل كسبايا ثم إلى البعاج وبقينا هناك ثلاثة أيام”.
وتكمل للصباح  “ثم ذهبوا بنا إلى بادوش إلى مكان بالقرب من سجن بادوش وبقينا هناك لمدة خمسة عشر يوما أجبروا النساء هناك على نطق الشهادة، واخذوا أطفالهم إلى تلعفر ثم خافت النساء على أطفالهن فأحدثن ضجة اضطر تنظيم داعش معها إلى أن يعيدوا بعضهم”.
وردا على سؤال من قاضي التحقيق يتعلق بمصير الرجال، قالت الطفلة الأيزيدية “استعبدوا الرجال لبناء جامع وأعمال شاقة أخرى وعندما أتموا الأعمال أخذونا جميعاً إلى تلعفر وسلموا لنا رؤوس أغنام لنقوم برعيها، وذهبوا بالرجال جميعهم إلى المجهول وحتى الآن لا نعرف شيئا عنهم”.
وعن مصيرها وعائلتها تكمل أن “أحد الدواعش اخذ عمتي وأخذني معه، وهناك تزوجها كرها”.
أما عن والدتها أجابت ذات الأحد عشر ربيعا أن “أمي اقتادوها مجموعة من الرجال وظلت تباع من واحد لآخر، هذا ما أخبرتني به عندما وجدتها في زيارة”.
وتقول إن “أحد الرجال وهو آخر من كانت أمي معه جاء إلى عمتي وضربها وسألها عن مصير والدتي ويبدو أن تمكنت من الهرب”.
وتكمل إن “زوج عمتي هرّبها الى سوريا وانا بقيت لدى عائلة داعشية أجنبية أخدم امرأة تركية تسمى (خديجة)”.
إلا أنها تخفي كثيرا من الألم عندما سئلت إذا ما تم الاعتداء عليها، تقول بحسرة “جاء شخص أربعيني من تنظيم داعش إلى العائلة التي كنت أعيش معها يدعى أبو عمر، ولم أميز إذ كان عراقيا أم لا فالوضع الذي كنت فيه أفقدني صوابي، لكني أتذكر أنه لا يتكلم العربية، كان يأخذني ليغتصبني ثم يعود بي إلى العائلة الأجنبية”.
وقبل أن يُعثر عليها مع عائلات تنظيم داعش ظلت الفتاة خائفة من القول إلى القوات الأمنية بحقيقة كونها ايزيدية مختطفة لاسيما مع وجود امرأة داعشية تركية تدعي أنها أمها، لتتشجع أخيرا وتخبر القوات بقصتها التي كانت تخفيها خشية لئلا تعود إلى السبي مرة أخرى كما هددها أحد أفراد داعش الذي تنكر مع النازحين.
من جانبه يقول القاضي رائد مصلح إن ” (ن ي) هي واحدة من كثيرات تعرضن إلى المصير نفسه، ومازالت هناك الكثير من النساء في أيدي داعش في سوريا، وقسم منهن جئن بأطفال ولم يستقبل أولادهن أهاليهن فاضطررن للعيش بعيدا”.
ويضيف قاضي التحقيق في الموصل أن ” الطفلة أصبحت يتيمة بعد استشهاد والديها على يد التنظيم الإرهابي وتم تسليمها إلى أقاربها، لافتا الى ان “هناك الكثير من الصغار نتعامل معهم بحرص عند العثور ونقوم بنشر إعلانات في مواقع ايزيدية وفي حال ظهور أحد ذويهم نجري فحص الدي أن أي حتى نسلمه إياه”.

م.ص/alwasatnews.com//1091

زر الذهاب إلى الأعلى