“كون آي” لماذا تركت وظيفتها الحكومية وفتحت مطعم ؟

بغداد/معالم العبيدي

في الوقت الذي تشكل فيه الوظيفة الحكومية حلما لدى الشباب العراقي، وتعجز الدولة عن توفير ما يكفي منه، تخطت الشابة الثلاثينية كون آي هذه العثرات، وأسست مشروعها الصغير، بعد أن قررت ترك وظيفتها الحكومية.

وفتحت مطعما للأكلات الصحية، وبهذا دخلت مجال العمل الحر، متحدية ظروف البلد الاقتصادية والاجتماعية، وقدمت بدورها فرص عمل لـ14 شابا يعملون معها في مشروعها.

في لحظة حاسمة قررت كون آي الموظفة السابقة في وزارة الشباب والرياضة ترك عملها، الذي تصفه بالوظيفة المملة والرتيبة.

وتضيف أنه لا يوجد في الوظيفة الحكومية مجال لتطوير الذات، أو مكان لاستثمار الموهبة والإبداع وزيادة الدخل، وهو ما دفعها لترك الوظيفة والتوجه لإنشاء مشروع خاص طالما حلمت به منذ الصغر، وهو إنشاء مطعم متميز.

وأوضحت كون آي أن مطعمها يتميز بتقديم الأكلات الصحية الشرقية والغربية والعراقية، وبذلك أكون ساعدت من لديه مشكلة في تحديد نوعية الطعام الذي يناسبه.

وعن الفائدة العملية لمشروعها، بينت كون آي أن المشروع له خبرات متنوعة، استطاعت من خلاله تكوين شبكة علاقات واسعة مع العملاء، وكذلك إدراك قيمة الوقت، وزيادة الرغبة في الاطلاع والقراءة والبحث المستمر في تجديد وتطوير العمل الذي تحبه.

الإعلام
طموح كون آي وشغفها بالطبخ فتحا المجال أمامها لتقديم أكثر من ذلك، حيث تؤكد أنها تلقت عرضا من محطة تلفزيونية لتقديم برنامج للطبخ في شهر رمضان، ووافقت عليه وتتمنى أن تكون بالمستوى الذي يرضي القناة والمشاهدين.

واستطاعت كون آي أن تفتح المجال للعديد من الأشخاص للعمل معها، بعضهم طلبة في الجامعة، ومنهم من تخرج ولم يجد عملا في تخصصه.

علي العامري واحد منهم، يتحدث عن تجربته فيقول إنه يعمل في هذا المطعم بعد الدوام الجامعي ليعيل أسرته، ويوفر المال لمصروفه الجامعي، وقد أتاح له هذا العمل ممارسة هوايته في صنع البيتزا، حتى بات زبائنه يلقبونه بـ”علي بيتزا”.

تحديات 
لكل عمل تحديات جمة كما تقول كون آي، ومن التحديات التي تواجهها أن الزبائن لديهم اطلاع وتجربة كبيرة على الأكلات العربية والغربية، لذا فمن المهم أن تواكب طريقة تحضير الأكلات الجديدة وتتقنها بعناية فائقة، من خلال إضفاء النكهات الخاصة بها، ومنافسة المطاعم الكبيرة لما فيها من تعدد للأطباق.

هذه المنافسة كانت تدفعها مع فريقها في العمل للتطوير الدائم للمنتج الغذائي والتنوع في إعداده، والسعي لإقامة دورات تدريبية لعمال المطعم، وبهذا العمل الشاق كانت تجد المتعة والسعادة الغامرة وهي تمارس هوايتها في الطبخ، على حد قولها.

وتفخر اليوم بأنها تقدم طعاما صحيا ومفيدا للمرضى وكبار السن وغيرهم، بالإضافة إلى تقديم الطعام بكل أنواعه وأصنافه، خاصة عندما تطلب منها أكلات تحتوي على “صلصات كون آي” التي تعدها بنفسها.

الوظيفة عدوة الإبداع
وعن جدوى العمل الحر، يرى زيد محمد، صاحب شركة إنتاج فني، أن الوظيفة تستهلك الوقت والعقل وتكبلهما.

ويؤكد زيد –الذي ترك وظيفته في وزارة المالية- أن العمل الحر يجدد الشخصية ويضيف الخبرات، ويدفع صاحب المشروع للسعي للتطوير ومواكبة كل جديد، إضافة إلى تحسين الدخل.

وأضاف أنه من المؤسف أن الموظف العراقي يصنف من الأسوأ عالميا من حيث الأداء الوظيفي، حيث تشير أرقام حكومية إلى أن الموظف العراقي لا يعمل في اليوم إلا عشرين دقيقة، حتى أصبح عبئا على الحكومة.

وينصح زيد الشباب بالتوجه إلى ميدان العمل الحر، معتبرا أنه يُشبع الإبداع، وينمي الموهبة، دون أن يتحكم أحد آخر في وقتك أو خياراتك.

وأجبر عدم إدراج التعيينات الحكومية للمواطنين ضمن موازنة عام 2019، والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به العراق؛ العديد من الشباب على إيجاد حلول بديلة، من خلال إنشاء مشاريع صغيرة تعيلهم وعائلاتهم، ويكسبون منها قوت يومهم.

م/ الجزيرة

Exit mobile version