مربية النحل في بابل”نحلاتها تنتج العسل وتطعم تسعين امرأة “

خديجة الحمداني

“حاولت أن لا أكون قصة ألم وخيبة، بل قصة نجاح”، تقول مربية النحل “زينب العموري” وفي ذاكرتها مسيرة عمل مستمرة منذ 33 عاما تمكنت خلالها من تأسيس مشروع يحقق دخلاً لأسرتها بعد مرض زوجها وتوقفه عن العمل ثم وفاته.

زينب ذات الـ 52 عاماً التي شغلت منصب رئيس اتحاد النحالين العرب- قسم المرأة سابقاً، تربي النحل كأنه جزء من العائلة وتشعر بالزهو وهي تتحدث عن مهنتها، فهي تهتم بأكثر من 300 خلية نحل ترعاها طوال العام وتنتظر مردودها حتى أطلق عليها معارفها لقب “ملكة العسل”.

تقول، “كنت قد اكتسبت هذه المهنة الصعبة من زوجي الذي توفي قبل شهر مضى.. كان يعاني من المرض ولم يستطع أن يكمل تربية النحل مما دفعني للتصدي للمهمة”.

تسعين امرأة متدرّبة

العموري الأم لأربعة أولاد والحاصلة على شهادة الدبلوم من إحدى معاهد العاصمة، تركت ذكرياتها المعلقة بمنزلها في بغداد في سنوات الحرب الأهلية واتجهت الى بابل طلباً للأمان خاصة وأن مايمتلكونه من مناحل في منطقة اليوسفية التابعة للعاصمة بغداد هلكت بعد 2006 بسبب صعوبة الوصول الى المنطقة نظراً للأوضاع الأمنية، فنجحت في تطوير مناحل في بابل مجهزة حسب تنوع النباتات.

تقول “بعد التهجير لم يعد لي شيء، زوجي أصابه المرض، خلايا النحل هناك ماتت فلم أجد بداً من أن أبدأ من جديد بمائة خلية وقتها، أما الآن وبعد التطوير فانا امتلك مايفوق الـ 300 خلية نحل موزعة على ثلاثة مناحل في بابل مجهزة حسب تنوع النباتات حيث قد ينتج العسل من نبات الجت والبرسيم وأنواع مختلفة من الورود ومن الحمضيات أيضاً”.

 العسل ليس المنتج الوحيد الذي تبيعه المعموري في مجموعة من العلب التي تحمل علامة تجارية بإسمها، وانما تبيع أيضاً شمع العسل وعددا من المكملات الغذائية، التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض.

كما لا يقتصر عملها على تربية النحل وإنما امتد ليصبح تدريباً شاملاً لنساء أخريات مررن بظروف شبيهة بظروفها.

“أدرب النساء على تربية النحل كي يعتمدن على أنفسهن في فتح مشاريع عسل صغيرة من داخل المنزل”، تقول، مشيرة إلى أنها دربت إلى الآن تسعين امراة من محافظة بابل معظمهن من الأرياف.

لسعات خفيفة

نحن على أعتاب الشتاء، ترفع زينب نظرها الى السماء وتدعو ألا يكون قاسياً كالشتاء الذي سبقه، أن يكون سريعا أيضاً، “أنا افضل الربيع ، ففيه يتكاثر النحل ويعتاش على الأشجار والورد أما في الشتاء فيحتاج النحل إلى عناية أكبر، خاصة في الأيام التي تنخفض فيها درجات الحرارة كثيراً”.

 ورغم أنها تؤكد أنها لم تتعرض لأية هجمات من النحلات او لسعات خطيرة أو حوادث جانبية خلال عملها إلا انها تشجع على تلقي لسعات النحل تقول، ” للسع النحل فائدة في معالجة عدد من أمراض التهاب المفاصل وغيرها ولا مانع من لسعة خفيفة”.

 وترمي زينب بصرها نحو نحلاتها المسافرات بحثاً عن الطعام وتأمل أن يكون للحكومة دور أكبر في دعم مربي النحل والنساء منهن على وجه الخصوص، وترى أن هذا النوع من العمل “يحقق الاستقلال المادي للنساء”.

Exit mobile version